وإذا كان الأمر كذلك فلماذا نحتاج إلى ذكر ذلك والتنصص عليه؟
والجواب: لضلال وقع فيه بعض الناس، والضلال وقع من الصوفية الذين ظنوا أن بعض العباد من أهل الملل الأخرى -أي: الكفار- يمكن أن يكونوا أولياء؛ لذا نجدهم يذكرون ذلك في كثير من كتبهم؛ حتى نجد ذلك أحياناً في حلية الأولياء مع أن المؤلف أبا نعيم إمام محدث من أهل السنة والجماعة، لكنه يروي عنهم، فتجد الرجل منهم يذهب إلى عباد الهندوس ويظن أنهم أولياء، وقد يتحدثون عن بعض عباد النصارى أو رهبانهم بذلك، ويأخذون منهم الحكمة والمعرفة، ويظنون أنهم أولياء، وقد يتكلمون عن عباد لا يعلم ما دينهم، فيظنون أن الله يعبد بأي وسيلة، فكل من انقطع في مغارة، أو اعتزل في جبل، وأخذ يذكر الله ويتعبد ويسبح بأي نوع من الأنواع فهو ولي الله، وهو من المقربين؛ على أي دين كان، وإن كان يحب أهل الأديان جميعاً، ولا يميز ولا يفاضل بينهم، ولا يلتزم اتباع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيظنون أن الأمر في هذا واسع.